أود لفت الانتباه إلى أن الصراع العقلي الداخلي ينتج عن عمليات تفكير إما أن تكون بسيطة وعادية وغما أن تكون غاية في التعقيد. المثال الذي طرحته سارة حول تخيلها ماذا كان الحال قبل خلق الكون يحتاج لعملية تفكير صعبة جداً، فقبل خلق الكون لا وجود للزمن وبالتالي نحن نفكر في العدم. العقار الذي اقترحته لسارة ليس مهدئاً كما فهم البعض بل هو عقار يساعد في تخفيف وتيرة التفكير ويساعد على تنظيمه ويكسر حدته ويقلل من خطورته. يستطيع الإنسان ببساطة ان يقلع عن القراءة وأن يذهب لمشاهدة أفلام أو يخرج لرحلة في الطبيعة. كلنا بلا استثناء نحتاج ذلك.
في علاقة الإبداع بالمرض النفسي ثمة فارق أوحد وحيد بينهما، وهو أن المبدع يلملم يأسه وإحباطاته ويصوغ تجربته ثم يخرج منها بالجديد، أما المريض النفسي فلا يمكنه الخروج بأي شيء ذو معنى. فيما يخص درجات التوتر أثناء التفكير يتشابه المريض النفسي مع المبدع. آينشتاين كان يعاني من نوبات صرع خفيفة بسبب التفكير العميق، وبالتالي نحن نتحدث عن ظواهر طبية بشرية تهم الجميع.