ثالثاً : صِلَةُ الموصول .
الأسماءُ الموصولةُ بنوعيها: الخاص والمشترك، مُبْهَمَةُ المعنى – كما ذكرنا – وهي مُحتاجةٌ إلى ما يُزيلُ إبهامَها، وهو ما يُسمى صلةَ الموصولِ. لأنّها تُعَيّنُ مدلولَ الموصولِ وتُوَضّحُ معناهُ . وهي محتاجةٌ إلى ضميرٍ يعودُ إلى الاسم الموصولِ. والصِّلَةُ: إما أَنْ تكونَ جُملةً اسميةً أو جُملةً فِعليةً أو شِبْهَ جُملَةٍ .
فمثالُ الجملةِ الفعليةِ : شَكَرْتُ الذي أعادَ الماءَ إلى منزلي .
والجملةُ الاسميةُ : سَاهَمَ في حملةِ النظافةِ الذين هم قادرون .
ومثالُ شبهِ الجملةِ – الجارِ والمجرورِ – استعملتُ العِطْرَ الذي في الزُّجاجةِ الزرقاءِ
ومثالُ شبهِ الجملةِ الظرفيةِ : انْظُرْ الصورةَ التي أمَامَكَ
فالجملتان وشِبّهُ الجملةِ السابِقةِ ، تَضَمّنَتْ كلُّ واحدةٍ معنىً وَضّحَ المقصودَ بالاسمِ الموصولِ – واحتوتْ كلُّ واحدةٍ على ضميرٍ عادَ إلى الاسمِ الموصولِ .
<P style="TEXT-ALIGN: justify; LINE-HEIGHT: 200%; MARGIN: 0px 9px; unicode-bidi: embed; DIRECTION: rtl" dir=rtl class=MsoNormal>ومعلوم أن جُملَةَ الصّلَةِ لا مَحَلَ لها من الإعراب ، وأنه يُشْتَرَطُ في جملةِ الصّلةِ أنْ تكونَ جملةً خبريةً .
رابعاً : الضميرُ العِائدُ في صِلَةِ الموصولِ :
ذكرنا أنَّ الجملةَ أو شبهَ الجملةِ التي تَقَعُ بَعّدَ الاسمِ الموصولِ والتي توضِّحُ المقصودَ به ، وتُزيلُ إبهامَهُ ، يَجِبُ أَنْ تتضمنَ ضميراً يعودْ إلى الاسمِ الموصولِ.
وفي الموصولِ الخاصِّ يجب أن يُطَابِقَ الضميرُ العائدُ ، الاسمَ الموصولَ ، في الافرِاد والتثنيةِ والجمعِ والتذكيِر والتأنيثِ. نقول:
تَراجَعَ الذي أخطأ، والتي أخطأَتْ، واللذين أخطأ، واللتين أخطأنا والذين أخطأوا، واللاتي، اللائي، اللواتي أَخْطَأنَ.
أمّا الضميرُ العائدُ في الموصولِ المُشْتَرَك ، فَلكَ فيهِ وجهان : أن تُراعي لفظَ الاسمِ الموصولِ ، فَتُفْرِدُهُ وتُذَكَرهُ مَعَ الجميعِ ، وهوَ الأكثرُ ، فتقولُ:
سَعِد مَنْ أحْسَنَ ، سَعِدَ من أحسنا ، سعد مَنْ أحسَنَتْ سَعِدَتْ مَنْ أحسنتا سَعِدَ مَنْ احسنوا ، سَعِدْ مَنْ أحسنّ .
ويجوزُ أيضا أن تُراعي معناهُ ، فنقولُ :
سَعِد مَنْ أحّسَنَ ، سَعِدَ مَنْ أحسنا ، سَعِدَتْ مَنْ أحْسَنَتْ ، سَعِدَتْ مَنْ أحسَنا ، سَعِدَ مَنْ أحسنوا ، سَعِدْنَ مَنْ أحسَنَّ .
خامساً: جَوازُ حَذْفُ عائِد الصّلَةِ : يَجوزُ حَذْفُ الضميرُ العائِدُ إلى الاسمِ الموصولِ ، إذا لم يَحْدُثُ البتاسٌ بسببِ حّذْفِهِ، ومِنْ الأمثلة على حذفِ العائدِ ، قولُهُ تعالى " "ذرني ومَنْ خَلَقْتُ وحيداً"، أي خَلَقْتُهُ. ومثلُ قولنِا افعلْ ما أنتَ فاعِلٌ، أي فاعِلُهُ .