قال حافظ إبراهيم-رحمه الله-على لسان اللغة العربية:
رجعت لنفسي فاتهمت ..حصاتي * وناديت قومي فاحتسبت ..حياتي
رموني بعقم في الشباب ..وليتني * عقمت فلم أجزع لقول ..عداتي
وسعت كتاب الله لفظاً ..وغاية * وما ضقت عن آي به ..وعظات
فكيف أضيق اليوم عن وصف آلة * وتنسيق أسماء ..لمخترعات
أنا البحر في أحشائه الدر ..كامنٌ * فهل سألوا الغواص عن صدفاتي
وقال الشيخ العلامة محمد الخضر حسين -رحمه الله- في قصيدته: حياة اللغة العربية:
لغة أُودِعَ في أصدافها * من قوانين الهدى أبهى ..دُرَرْ
أفلم ينسجْ على ..منوالها * كَلِمُ التنزيلِ في أسمى ..سور
هي بحرٌ غُصْ على حليتها * فلآليْ البحرِ ليست تنحصر
فاض من نهر مبانيها ..على * فصحاء العرب سيلٌ ..منهمر
فاسأل التاريخ ينبئك ..بما * أنجبت أرض قريش أو مضر
من خطيب مِصْقَعٍ أو ..شاعر * مُفْلقٍ يسحب أذيال الفخر
ولعلامة العراق الشيخ محمد بهجة الأثري -رحمه الله- قصائد عذاب في العربية ضمنها ديوانه المسمى (ديوان الأثري)، ومنها: قصيدة له عنوانها سيدة اللغات تقع في 35 بيتاً، ومنها قوله:
سلامٌ على أم اللغات على المدى * سلامَ أخيذٍ بالجمال هيومِ
مشوقٍ إلى الرقيق ..ومفصحٍ * من اللفظ منسوقِ البيان ..رخيمِ
تراقص مفتر المباسم حَرفُهُ * كما هزَّ عِطْفَ الزهرِ رَوْحُ ..نسيمِ
إذا قلت درٌّ قلتُ بعض ..صفائها * صفاءُ مضيءِ الصفحتين ..يتيم
إذا قلت سحر قلت فاق ..استراقُهُ * منافثَ سحرٍ في الملاحِ ..صميمِ
دع السحر من سود العيون تروده * ورُْ سِحْرَ لفظٍ بالحياة ..زعيمِ
أأمَّ لغات العالمين ..بلاغةً * وطيبَ مذاقٍ واختلافَ ..طعومِ
بيانك؟ أم ماء من الخلد كوثرٌ * ترقرق عذباً؟ أم رحيق ..كرومِ؟
تجاوز أعناق الدهور ..وحسنُه * يزيد على الأيام حسنَ رسومِ
سقى كلَّ لمّاح البيان ..زُلالُه * مصفَّىً وروَّى طبع كلِّ ..حكيمِ
تنزَّلَ قرآنٌ بها ما ..تلوتَه * صحوتَ على معنى أغرَّ ..عظيمِ
تكرم بالوحي الأمين ..مبينُه * وعزَّ بمعطاءِ الحياة ..كريمِ
تملأ منه بالرواء ..محمدٌ * وآتى به الدنيا أريجَ شميمِ
سرى يفغم الآفاقَ مسكاً ..وعنبراً * ويحيي من الأرواح كل ..رميمِ
وشكرا جزيلا