لعبت اللغة العربية دوراً مهماً في الحفاظ على هوية أمتنا, وكانت عاملاً في التوحيد الثقافي والاجتماعي, وبقيت لغة الأدب والعلم من الأندلس الى الصين زهاء ستة قرون.
ولا نبالغ إذا قلنا إنه لا توجد على الأرض لغة لها من الروعة والعظمة ما للغة العربية, وفي الوقت ذاته لا توجد على الأرض أمة تسعى بوعي أو بدون وعي, للابتعاد عن لغتها كالأمة العربية اليوم.
إذ إننا عندما ننظر الى المشهد اللغوي الراهن نرى مفارقة عجيبة, ففي حين يبلغ الاهتمام الرسمي باللغة العربية مبلغاً كبيراً, تمثل في صدور قرارات تدعم شأن اللغة وترسيخها في مختلف الأوساط, ومنها اعتبار اللغة العربية مادة أساسية في جميع مراحل التعليم الأساسي والثانوي بحيث تعد مادة مرسبة بمفردها, كما أضيفت اللغة العربية الى مناهج الجامعات والمعاهد في جميع سنوات الدراسة, ومن الخطوات التي اتخذت في السنوات الأخيرة تعريب أسماء المحلات والأماكن.
وفي مقابل هذا الاهتمام الرسمي نلاحظ اللامبالاة عند عامة الناس بلغتهم, بل والإعراض عنها والاقبال على لغات الآخرين, فنرى الضعف في اللغة عند الطلاب, ويشعر كثيرون بالضيق من مادة هي كيانهم الخاص, وفي الأسواق تكثر الأسماء الأجنبية في واجهات المحلات, واختفت في المجالس العامة كثير من المفردات العربية في التعامل اليومي بين الناس لتحل محلها مفردات هي مزيج بين عدة لغات دارجة, ويسهم التلفزيون في تعميم هذه المفردات خلال الحوارات والندوات والفقرات الخدماتية في برامج البث المباشر.
وهنا نريد أن ننبه الذين يتساهلون بحق لغتهم أن لغتنا
لا تزال احدى الأسلحة في إثبات وجودنا, وأن لغتنا أصبحت لغة مرعبة للأعداء المتربصين بنا أكثر من أي وقت مضى, ففي العام الماضي كشف مركز مكافحة العنصرية في حيفا إن 1% من الصهاينة يشعرون بالكراهية حينما يسمعون أشخاصاً يتحدثون العربية في الشارع, كما أن نصفهم يشعرون بالخوف حينما يسمعون لغة الضاد.
ولذلك كله من المهم المحافظة على اللغة العربية كي نحافظ على خصوصيتنا وهويتنا العربية, لأن التساهل بحقها تساهل بوجودنا, وإذا استمر الحال على هذا المنوال فسيكون مصيرنا الذوبان في الأمم الأخرى!!.
موضوع: لغتنا العربية هويتنا 
11.02.12 21:45
