بسـم الله الرحمـن الرحيـم
السلام عليكم
تعريف السنـة
السنة : ما أثـر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير .
الدليل من القرآن على اتباع السنة
قال تعالى ( وما آتاكـم الرسـول فخذوه وما نهاكــم عنه فانتهــوا ) .
الدليل من السنة على اتباع السنة
عن العرباض بن سارية . قال :
( وعظـنـا رسول الله موعظـة وجلت منها القلوب وذرفت منها العيـون ، ……………. فعليكم بسنتي وسنـة الخلفـاء الراشــدين المهديين ، عضـوا عليها بالنواجـذ ) . رواه أبوداود[ 4607 ] .
فضل إحيـاء السنن
عن جرير بن عبدالله . قال : قال رسول الله :
( من سـن في الإسـلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهـم شيء ، ومن سن في الإسـلام سنة سيئـة كان عليه وزرهـا ووزر من عـمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهـم شيء ) . رواه مسلم [ 1017 ]
معنى قوله [ من سن في الإسلام سنة حسنة ] .
أ_ أن يبـدأ الإنسان بالسنـة .
وهذا يدل عليه سبب الحديث ، فإن النبي عليه الصلاة والسلام حث على التصدق على القوم الذين قدمـوا عليه وهم في حال صعبـة جداً من الفقر ، فجاء رجل من الأنصار بصرة من فضة فوضعها في حجر النبي عليه الصلاة والسلام فقال عليه الصلاة والسلام حينئذ : من سن في الإسلام سنة .. .
ب_ أن يعملها الإنسان بعد أن أميتت .
فهذا يصح أن يقال عنه أنـه سنهـا .
1 - صـلاة الاستخـارة
عن جابر قال :
( كان رسـول الله يعلمنـا الاستخـارة في الأمـور كلها ، كما يعلمنـا السورة من القرآن يقول :
إذا هـم أحدكم بالأمـر فليركـع ركعتين من غير الفريضـة ، ثم ليقل : اللهـم إني أستخيرك بعلمـك وأستقدرك بقدرتـك وأسألك من فضلك العظيـم ، فإنك تقـدر ولا أقـدر وتعلم ولا أعلم وأنت عـلام الغيـوب ، اللهـم إن كنت تعلم أن هـذا الأمر – ويسمي حاجتـه – خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمـري فاقـدره لي ويسر لي ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن هـذا الأمـر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمـري فاصـرفـه عني واصرفني عنـه واقـدر لي الخير حيث كان ثم رضني به ) . رواه البخاري [ 6382] .
--------
- استحبـاب صـلاة الاستخــارة .
- -ليس لها وقت معين .
- ليس لها قراءة مخصوصـة ، وما استحبـه بعض العلماء من أنه يشرع قراءة سورة الكافرون والإخلاص مردود لأن الاستحباب حكم شرعي يحتاج إلى دليل .
- الدعاء يكون بعد السلام لقوله [ فليركع ركعتين من غير الفريضة ثم ليقل ] وهذا قول الجمهـور
- الاستخارة تكون في الأمـور المتردد فيها ، وكذلك في الأمور المعروفـة النتائج ، لأن معرفـة حقائق النتائـج ، لا يعلمهـا إلا الله تعالى .
- الاستخارة من أسبـاب السعادة فقد جاء في الحديث ( من سعـادة ابن آدم استخارتــه الله ) رواه أحمد .
- قال شيخ الإسلام ابن تيميـة – رحمه الله –
( مـا نـدم من استخـار الخـالق ، وشـاور المخـلوقـيـن ، وثبـت في أمــره ، وقـد قال سبحانه وتعالى [ وشاورهـم في الأمـر فإذا عزمـت فتوكل على الله ] ) .
- الأمور التي يستخير فيها المسلم هي المباحـات ، أما الفروض والواجبـات والمحرمـات والمكروهـات فلا استخـارة فيهـا .
- في الحديث بيان شفقـة النبي عليه الصلاة والسلام على أمتـه وتعليمهـم جميع ما ينفعهـم في دينهم .
2 - قول سبحان الملك القدوس بعد الوتر
عن أبي بن كعب . قال :
( كان رسول الله يقرأ في الوتر بـ[ سبح اسم ربك الأعلى ] وفي الركعـة الثانية بـ[ قل يا أيها الكافرون ] وفي الثالثـة بـ[ قل هو الله أحد ] ، ويقول بعد التسليم : سبحان الملك القدوس ثلاثاً ) . رواه النسائي [ 1702 ] .
وفي حديث عبدالرحمن بن أبزى ( …. سبحان الملك القدوس ثلاث مرات يطيل في آخرهـن ) . رواه النسائي [ 1700 ] .
3 - الصلاة عنـد الرجـوع من السفـر
عن كعب بن مالك .
( أن رسول الله كان إذا قـدم من سفـر بـدأ بالمسجد فركع فيه ركعتين ) . رواه البخاري [ 3088 ] ومسلم [ 2769 ] .
…..
- في هذا الحديث ان المشروع للإنسـان إذا قدم بلده أن يعمـد إلى المسجـد قبل أن يدخل إلى بيتـه فيصلي فيه ركعتين ، لأن هـذه سنة الرسول صلى الله عليه وسلم القولية والفعليـة ، فالفعليـة كما في الحديث السابق وأما القوليـة كما في حديث جابر أنه قال [ كنت مع النبي في غـزاة …….. ثم قدم رسول الله قبلي وقدمت بالغـداة فجئنا إلى المسجـد فوجدتـه على باب المسجـد . قال : الآن قدمت ؟ قلت : نعم ، قال : فدع جملك فادخـل فصل ركعتين ، فدخلت فصليت … ] . رواه البخاري .
- قال الشيخ محمد بن عثيمين - رحمه الله –
( وما أظـن أحـداً من الـنـاس اليـوم إلا قليلاً يستعمـل هذه السنـة ، وهـذا لجهـل الناس بهـذا وإلا فهـذا سهـل والحمدلله __ وسواء صليت في مسجدك الذي كنت تصلي فيه القريب من بيتك ، أو صليت في أدنى مسجد من مساجـد البلد الذي أنت فيـه ) .
- قال النووي – رحمه الله – : ( هذه الصلاة مقصـودة للقـدوم ينـوي بهـا صـلاة القـدوم )
4 - التعوذ إذا مر بآية تعوذ وكذا التسبيح في صلاة الليل
عن حذيفـة :قال :
( صليت مع النبي ذات ليلة فافتـتـح البقرة ، فقلت : يركـع عند المائـة ، ثم مضى . فقلت : يصلي بها في ركعـة فمضى ، ……. يقرأ مترسـلاً ، إذا مـر بآيـة فيها تسبيح سبح ، وإذا مـر بسؤال سـأل ، وإذا مـر بتعوذ تعوذ ، ثم ركـع فجعل يقول : سبحان ربي العظيم … ) . رواه مسلم [ 772 ] .
- فيه استحباب هذا الفعـل – وهو التعوذ عند آية الوعيـد والسؤال عند آية الرحمـة – اقتـداء بالرسول .
- أن هـذا الفعـل دليل على التدبـر وحضـور القلب .
- هذا الفعل سنة في صلاة الليل ، وأما صلاة الفـرض فهو جائـز غير مشروع .قال الشيخ الألباني – رحمه الله –
[ …. فإنـه لو كان مشروعـاً في الفرائـض أيضـاً لفعله صلى الله عليه وسلم ، ولو فعلـه لنقـل ، بل لكان نقلـه أولى من نقـل ذلك في النـوافل كما لا يخفى ] .
-من فوائد الحديث : جواز الجماعـة في صلاة الليل بشرط ألا يكون ذلك عادة .
5 - صلاة التطـوع في البيت
عن ابن عمر : قال : قال رسول الله :
( اجعلـوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخـذوهـا قبــوراً ) . رواه البخاري [ 432 ] .
وعن زيد بن ثابت . أن النبي قال :
( صلوا أيهـا الناس في بيوتكم ، فإن أفضـل الصلاة صلاة المرء في بيتـه إلا المكتوبة ) . مسلم
وعن جابر بن عبدالله : قال : قال رسول الله :
( أذا قضـى أحدكـم صلاتـه في مسجـده ، فليجعـل لبيتـه نصيبـاً من صلاتـه ، فإن الله جاعـل في بيتـه من صلاتــه خيراً ) . رواه مس لم[ 778 ] .
- قوله [ من صلاتكم ] .
قال الحافظ ابن حجر
[ قوله [ من صلاتكم ] . قال القرطبي [ من ] للتبعيض ، والمـراد النـوافـل ] .
- قال النووي – رحمه الله – في قوله [ اجعلوا من صلاتكم .. ] .
[ معناه صلـوا فيها ولا تجعلوهـا كالقبــور مهجـورة من الصــلاة والمـراد به صلاة النافلة ، أي صلوا النوافل في بيوتكم ] .
وقال رحمه الله :
[ وإنما حث على النافلـة في البيت لكونـه أخفى وأبعد من الريـاء ، وأصـون من المحبطـات ، وليتبرك البيت بذلك وتنزل فيه الرحمـة والملائكـة وينفـر من الشيطان كما جاء في الحديث الآخـر وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم في الرواية الأخرى : فإن الله جاعل في بيتـه من صلاتـه خيراً ] .
وقال ابن قيم الجوزية – رحمه الله –
[ وكان يصلي عامـة السنن والتطـوع الذي لا سبب له في بيتـه ، لا سيما سنـة المغـرب ، فإنـه لم ينقـل أنه فعلهـا في المسجد البتـة ] .
6 - النظر إلى السبابة حال التشهـد
عن عبدالله بن الزبير عن أبيه قال :
( كان رسول الله إذا قعـد في الصـلاة ……………………… ووضـع يده اليسرى على ركبتـه اليسرى ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى وأشـار بأصبعـه لا يجـاوز بصـره إشـارتـه ) . رواه أبوداود [ 990 ] .
…..
- السنة للمصلي أن ينظـر إلى موضـع سجوده كما جاء في الحديث عنه عليه الصلاة والسلام : [ كان إذا صلى طـأطـأ رأسـه ، ورمى ببصـره نحـو الأرض ] رواه الحاكم لكن يستثنى من ذلك حال التشهـد فإن المصلي يرمي ببصـره نحو سبابتـه .
-قال بعض العلماء ويستثنى أيضاً إذا كان كان في الحرم فإنـه ينظـر إلى الكعبـة ، لكن هـذا القـول غير صحيح .
- قال الشيخ الألباني – رحمه الله –
[ السنة أن يرمي ببصره إلى موضـع سجـوده من الأرض ، فما يفعله بعض المصلين من تغميض العينين في الصلاة فهـو تـورع بارد ، وخير الهـدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم ] .
7 - الدعاء في الأذان بعد الشهادتين
عن سعد بن أبي وقاص . أن رسول الله قال :
( من قال حين يسمع المؤذن : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله رضيت بالله رباً وبمحمد رسولاً وبالإسلام ديناً ، غفر له ذنبـه ) . رواه مسلم [ 386 ] .
…..
- استحباب قول لمن سمع المؤذن يقول – الشهادتين – يقول بعدها هـذا الدعـاء .
- وأدعية الأذان التي وردت هي :
أولاً : إجابة المؤذن بمثل ما يقول .
ثانياً : عند الشهادتين قول : اشهد أن لا إله إلا الله …… رضيت بالله رباً ..
ثالثاً : عند الحيعلتين يقول : لا حول ولا قـوة إلا بالله .
رابعاً : قول بعد الأذان : اللهـم رب هذه الدعوة التامـة والصلاة القائمة …. .
خامساً : الصلاة على النبي بعد الأذان .
سادساً : الدعـاء لنفسـه بماء شـاء .
8 - صلاة النافلة على الراحلة في السفـر
عن ابن عمر . قال :
( كان رسول الله يصلي على راحلتـه حيث توجهـت بـه ) . رواه مسلم [ 700 ] .
وعنه قال :
( كان رسول الله يسبـح على الراحلـة قِبل أي وجـه توجـه ، ويـوتـر عليها ، غير أنـه لا يصلي عليها المكتـوبــة ) . رواه مسلم [ 700 ] .
- قوله [ يسبح ] أي يصلي النافلة .
- في هذه الأحاديث مشروعية صلاة النافلة على الراحلة لأي اتجـاه إذا كان مسافـراً .
قال النووي – رحمـه الله –
[ جــواز التنفـل على الراحلـة في السفـر حيث توجهـت بـه جائـز بإجمـاع المسلمين ]
وقال المباركفـوري – رحمه الله –
[ جـواز التنفـل على الراحلة في السفـر هـو مما أجمـع عليـه المسلمـون ] .
- الحكمـة من هذا التخفيف .
قال المباركفـوري – رحمه الله –
[ كان السر فيما ذكر من جواز التطوع على الدابـة في السـفر تحصيـل النـوافل على العبـاد ، وتكثيرهـا تعظيماً لأجـورهـم رحمـة من الله بهــم ] .
- لافـرق بين جميـع التطوعـات في هـذا الحكم .
- وفي الحديث دليل على أن الوتـر يجوز على الدابـة في السفر حيث توجهت ، وأنـه سنة وليس بواجب .
9 - إخـراج بعض الجسد عند نـزول المطـر
عن أنس . قال :
( أصـابنـا ونحـن مع رسـول الله مطـر . قال : فحسـر رسول الله ثوبـه حتى أصابــه من المطـر . فقلنا يا رسول الله : لم صنعت هذا . قال : لأنـه حديث عهـد بربــه ) . رواه مسلم [ 898 ] .
- استحباب التعـرض لأول المطـر ليصيب البـدن فرحـاً بنعمـة الله تعالى واغتـبـاطاً بنزولـه
- قال النووي – رحمه الله –
[ معنى حسر : كشـف ، أي كشف بعض بدنـه ، ومعنى حديث عهـد بربـه : أي بتكويـن ربـه إيـاه ، ومعنـاه أن المطـر رحمـة وهي قريبـة العهـد بخلق الله تعالى لها فيتـبـرك بها ]
- من فوائـد الحديث : أن المفضـول إذا رأى من الفاضـل شيئـاً لا يعرفـه أن يسأله عنـه ليعلمـه فيعمـل به ويعلمـه غيره . ذكره النووي .
- وفيه بركـة صنع الله قال تعالى [ ونزلـنـا من السماء مـاءً مباركـاً ] .